درة أدبية من روائع الرثاء

من طرف الهادئ الأحد أبريل 18, 2010 4:42 am

ذكر المؤرخون في أحداث القرن الرابع أخبارا عن دولة بني بويه ، و كان مما ذكروا فيها خلافا دار بين الأميرين عز الدولة بن بوية ، و ابن عمه عضد الدولة و كان لعز الدولة وزيرا اسمه محمد بن بقية و عندما انتصر عضد الدولة على ابن عمه عز الدولة ، قتل محمد بن بقية وزير عز الدولة صلبا ، فرثاه أبو الحسن الأنباري بهذه القصيدة ، التي لاقت شهرة واسعة حتى إن عضد الدولة لما وقف عليها قال لقد تمنيت أن أكون أنا المصلوب و تكون هذه القصيدة فيَّ

علو في الحياة وفي المماتِ
لحق تلك إحدى المعجزات

كأن الناس حولك حين قاموا
وفود نداك أيام الصلات

كأنك قائم فيهم خطيبا
وكلهم قيام للصلاة

مددت يديك نحوهم احتفاءً
كمدهما إليهم بالهبات

ولما ضاق بطن الأرض عن أن
يضم علاك من بعد الوفاة

أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الأكفان ثوب السافيات

لعظمك في النفوس بقيت ترعى
بحراس وحفّاظ ثقات

وتوقد حولك النيران ليلاً
كذلك كنت أيام الحياة

ركبت مطيةً من قبل زيدٌ
علاها في السنين الماضيات

وتلك قضية فيها تأس
تباعد عنك تعيير العداة

ولم أر قبل جذعك قط جذعاً
تمكن من عناق المكرمات

أسأت إلى النوائب فاستثارت
فأنت قتيل ثأر النائبات

وكنت لمعشرٍ سعداً فلما
مضيت تفرقوا بالمنحسات

غليل باطن لك في فؤادي
يخفف بالدموع الجاريات

ولو أني قدرت على قيام
بفرضك والحقوق الواجبات

ملأت الأرض من نظم القوافي
ونحت بها خلاف النائحات

ولكني أصبر عنك نفسي
مخافة أن أعد من الجناة

ومالك تربة فأقول تسقى
لأنك نصب هطل الهاطلات

عليك تحية الرحمن تترى
برحمات غواد رائح

ات