لـــــيــــلـــــى

ليلى

* لا بدَّ من سرد قصة إنسان غمره النعيم حتى ما عاد يذكر بدايته ليذكر ختامه.

(1)
نـُورُ السَّـماءِ على الأنامِ وَصَرخـَة الرَّعـدِ الأَلـيـمْ
تلك الجِّـبـالُ الرَّاسـيـاتُ تـَدُكُّ جَـيـشاً في الغـُيـومْ
وَصَواعِقُ الأَمطارِ تحتَ المُزنِ تسرع في القدومْ
كل الخـوارِقِ في سَماءِ الرُّعـبِ تـُنـذِرُ بالجَّـحـيـمْ
أين الجحـيـمُ؟ وأيـن ليـلى؟ أيـن أنتِ من النـُّجـومْ؟

(2)
ليلى ... سَماؤكِ تلكَ تـَنـضَحُ بالحَدائِقِ والزُّهـورْ
وَرَوائِـحُ الرَّيـحانِ تـُنـعِشُ مُهـجَةَ القـَلبِ الأسـيـرْ
وَجـِبـالـُكِ الشَّــمَّـاءُ تـبـقـى عـامِـراتٍ بـالقـُصورْ
كيفَ استَدارَ الكونُ بالأرزاقِ... وانقـَلبَ المَسيـرْ؟
فـَنـَعِـيمُـكِ الأَبَـدِيُّ ... يا ليلى... سَعيـرٌ في سَعيـرْ

(3)
الصَمـتُ يَـمـلأ مَسكـَنـاً ضَمَّ الجَّـمـاجـِمَ والعِـظامْ
والنـورُ مُنقـَطِعٌ ... وَبـيـتـُكِ صارَ كوناً من ظلامْ
كـَفـَنٌ يُغَطِّي الجِّسمَ ...والأَعضاءُ يَحوِيَها الرَّغامْ
الكُلُّ يَـسكـُنـُهُ ... فـَقـيـراً كانَ ... أم مَـلِـكاً هُـمـامْ
فـَغـَداً يَـصيـرُ مَـقـامُـكِ الأَبَـدِيُّ ... يا ليـلى قـَتـامْ

(4)
رِمَـمٌ حَـواهـا القـَبـرُ مـن شَـتى المَـدائِـنِ والأمَـمْ
والسَّـيلُ يَجري سـابـِحاً ... والمَوتُ لا يَـنفي أَلـَمْ
ليـلى ... سـمـاءٌ رجَّ عـالـَمَـهـا بَـراكـيـنُ الحِـمَـمْ
والقـَبـرُ مُـشـتـَعِلٌ عَواصِفَ من كـَوابـيـسِ النـَّدمْ
لا يَـنفـَعُ التـَلـويمُ بعد المَوتِ ... يا ليلى ... عَجَـمْ
لا يَــنــفـَـعُ التـَّـلـويـــمُ ... يـــا لــيــلـى ... صَنـَمْ

(5)
هلاّ رَأيـتِ الرُّعبَ والإعصارَ في عَـينِ اليَـقـيـنْ
وَرَأيـتِ قـَبرَكِ مَسكَنَ الأَشبـاحِ مَـوصولَ الأنيـنْ
فـَرَجَـفـتِ رَجـفـَةَ خـائِـفِ الخـَبَـرِ الـيَـقـيـنْ .....
وَسَرَتْ بأعـظـُمِـكِ ارتِـعـاشـاتٌ أَلـَمَّ بها الوَتـيـنْ
واحــمَــرَّتِ الوَجــنـاتُ ..... واصـفـَـرَّ الجَّـبـيـنْ
هيَ لـَحظـَةُ الإِيــمــان ..... والـصَّـمـتِ الدَّفــيـنْ
ليلى ... أزاهيرُ الرَّبيعُ على الخُدودِ ... تـَحَوَّرَتْ
نـَضَبَـتْ عُـيـونُ المـاءِ مـن ذاتِ العُـيـونْ .......
مـــاتَ الـــصـِّــبـــــا .......
وَجَـرى الـدُّجـى في الـقـَبـرِ جَــري الـثـَّـائـِريــنْ

(6)
ليلى تـَمـوتُ ... ومـا تـَجـِـفُّ دُمــوعُـهـا
تـَبـقـى الحِـكـايَـةُ ... نـَصُّهـا وَرُسـومُـهـا
وَقـَضِيَّـةُ الإعــجــازِ فـيـهـا .... رُوحـُهـا
أو كـُنـهُـهـا ... وَنـَعِيـمُهـا ... وَجَحِيمُهـا
سَـتـَـظـَـلُّ أمـطـارُ العـَذابِ .... تـَعـودُهـا
سَـيَـظـَـلُّ أَقـرَعُـهـا ... يُـعـاوِدُ ضَربَـهـا
وَلِـكـُلِِّ رِيـحٍ ... بــِدؤهــا ... وَخِـتـامُـهــا
وَنـِـهـايـَـة الأرواحِ ... عِــنــدَ قـِـيــامِـهـا
أنمار محمد محاسنة
14\4\2006

شكرا لمجهودك المميز

رائع ما تكتبه حقا

دمت بخير دائما

تحياتى لك