دعوة لاعتناق الهوى

دعوة لاعتناق الهوى*
بحر الكامل

باسـم الذي جـعـل الغـرام شــعـاري
إني أردتـك نجـمـتي .... فاخـتـاري
إني دعـــوتـك لاعــتـنـاق مـبــادئـي
هلاّ أجبتِ ... فـتـحـتـمـي من نـاري
أنا أكره التـرهـيـب ... لـكـن الهـوى
مـــا طـــاق أوزاراً عــلـى أوزاري
أنا فارس الأحلام ... هيّـا صغـيرتي
فلـتـعـتـلي فرسي ... وركب مداري
فأنـا المـتـيـّم ... هل سـمـعـتِ بحبـّـه؟
أو هل سـمـعـتِ بما روت أخباري؟
الشمس تـروي سـيـرتي ومـواقــفـي
واللــيـل أصبـح مـُـدمـنـاً أســفــاري
فأنا جـعـلـت لـسـاني الراوي ... فكم
فـُـتِـن الزمـان بما حـوت أشـعــاري
وجعلتُ قـلـبيَ في الهـوى مـوسوعةً
فـلـتـقـرأي ما شـئـتِ مـن أفـكــاري
وتـذوقـي عـشـقـي ... ففي نـفـحـاتـه
هــديٌ ... وفــيـه قـداسـة الأشـعــار
واستمتعي بالشعر ... كيف أصوغه
عــذبــاً ... لـيــروي ظــمـأة الزوّار
فـأنـا جـعــلـتُ مـن الفــؤاد جـنـائـنـاً
يـرتــادهـا الزوّار .... كــل نــهــار
هلاّ سكـنـتِ بها ... فأطعـمك الهوى
فـهــواي حـلـوٌ ... طـيـّب الأثــمــار
فدعي الكآبة ... واسـكـنـيـني حلوتي
وتــمـدّدي ...... حوريـّّـةً بجــواري
واستـلـقي في العينين نـوراً سـاطـعـاً
وتجـوّلـيـني .... واسـبـحي ببحاري
ولـتـنـعـمـي بحــدائــقـي وروائــعـي
وتـفــكـّـري .... بكـوامـن الأســرار
لا دوحةً في الحـبّ أثـمـرت الهـوى
إلا وأرســتــهـا يـــدي ... وبــذاري
ما تـسـألـيـن الفــكــر عـن عـــرّابـه
إلا هــداك ... لـوجــهــتـي وديـاري
لو كـان للإبـداع ... يـومـاً... لـوحـةٌ
لــَرأيـتِ في ألـوانـهـا ... أشـعــاري
كل العجائـب قد فـعـلـتُ ... فهـل أنـا
نلتُ انـتـماءك ... فاحتواكِ سواري؟
إن كــان ذلـك ... فـلـتـكـوني قـِـبـلـةً
شـمـساً تـطـوف لأجـلـها أقــمــاري
إن كــان عندك غير ذلك ... فاتـّـقـي
حممي اللهيبة .... واتـّقي إعصاري
ولـتـعـلـمي أنـّي بـنـيـت عــوالـــمــاً
ودفــنــت في أعــمـاقـهـا أســراري
فـأنـا جـعــلـتُ مـن الغــرام مـجــرّةً
مهما هربتِ .... سيحتـويـكِ مـداري
فـتـنـبـّـهي مـنـّي ... ولا تـتـجـاهـلـي
عـِظـَـم المصيبة إن رفضتِ خياري
يـبـقى الخـيـار لـديـك رهــنَ إشــارةٍ
إني دعوتكِ ... فكـّري ... واختاري


أنمار محمد محاسنة
هندسة اتصالات
1_6/5/2009
* هذه القصيدة معارضة لقصيدة (القرار) للشاعر نزار قباني التي يقول في مطلعها:
إني عشقتك واتخذت قراري فلمن أقدم يا ترى أعذاري؟